خبر وتعليق
ما يجب أن يفعله حكام سوريا تجاه غطرسة كيان يهود
الخبر
طالب رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو يوم 24\2\2025 بأن”يكون جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح وتشمل محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء”، وقال”لن نسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول الأراضي الواقعة جنوب دمشق، ولن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا”.
التعليق:
فهذا الموقف من كيان يهود ليس مستغربا، ولا من أي عدو يهددك، فعندما لا يرى ردا على عدوانه فإنه سيتمادى، ويرى السكوت انهزاما، وسيظهر غطرسته ويرفع من سقف مطالبه، فيطالب بالمزيد من التنازلات بأن يكون جنوب سوريا حتى تخوم العاصمة منزوعة السلاح، وتحت تحكّمه وتهديده.
فمنذ فرار الطاغية بشار أسد يوم 8\12\2024 بدأ كيان يهود يهاجم سوريا. ففي ذلك اليوم وما تلاه هاجم جميع المنشآت العسكرية، فدمر نحو 600 منها، بما فيها المطارات والطائرات ومخازن الأسلحة وغيرها. ونكث باتفاقية عام 1974 المتعلقة بوقف إطلاق النار والمنطقة العازلة، فاقتحمها وتخطاها واحتل أراض سورية جديدة حتى درعا واحتل جبل الشيخ.
فلم ترد عليه الإدارة السورية برئاسة أحمد الشرع، فواصل عدوانه حتى هذا اليوم. فقصفت طائرته يوم 25\2\2025 بلدة الكسوة جنوبي دمشق مستهدفا موقعا عسكريا وسمع سكانها أصوات طائرات تحلق فوق رؤوسهم وسلسلة انفجارات. وكأن القصف جاء استهزاء بالتنديد بهجماته والمطالبة بانسحاب قواته كما ورد في البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني السوري. فهي كتنديدات الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية، فلا ترد عدوانا ولا تحرر بلدانا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اليهودية “إن سلاح الجو يهاجم بقوة في جنوب سوريا في إطار السياسة الجديدة التي حددناها لتهدئة جنوب سوريا والرسالة واضحة لن نسمح لجنوب سوريا أن يصبح جنوب لبنان” وهكذا يعربد كيان يهود ويظهر غطرسته والنظام السوري الجديد عاجز حتى عن التوعد بالرد والتهديد ولو بلهجة النظام السابق الكاذب”نحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب”.
بل كان رده متخاذلا إلى أبعد الحدود ومحبطا للمعنويات، فيقول رئيسه الجديد أحمد الشرع “البلاد منهكة من الحروب وبحاجة لتنميتها وتقويتها وهي لا تشكل أي تهديد لأي دولة في العالم”، ويقول:”كان لدى إسرائيل حجج لتدخلهم في سوريا تتعلق بالمليشيات الإيرانية وحزب الله، ولا مبرر لتقدم القوات الإسرائيلية في سوريا”. فأية عقلية انهزامية يتمتع بها هذا الرجل؟! فكيان يهود يخوض حربا ضد سوريا ويهاجمها قبل وجود إيران وحزبها وميليشياتها هناك. فهي تحتل الجولان منذ عام 1967، وتحتل فلسطين منذ عام 1948. أم أن هذا الأمر لا يعنيك!
ويتبعه وزير خارجيته الشيباني ومحافظه لدمشق ماهر مروان بقولهما نريد التعايش والسلام مع إسرائيل. فهذه مواقف ساقطة خيانية.
ولهذا فليس مستغربا أن يقوم كيان يهود ويواصل ضرباته ويطلق تهديداته ويفرض شروطه، وسيرفع سقفها عندما يرى كل هذا التخاذل، فإذا استمر الأمر على هذه الحال فسوف يطلب نزع السلاح من السوريين واعتقال كل من يريد الجهاد كما فعل مع سلطة أوسلو في فلسطين، وهكذا يفعل كل معتد أثيم عندما يستسلم له الذين توسدت لهم الأمانة وهم ليسوا أهلا لها.
فالأصل والحكم الشرعي أن تقاتل العدو مهما كانت لديك من إمكانيات وإلا فإنه سيتمادى في عدوانه وغطرسته واستحلال حرماتك حتى يصل إلى قعر بيتك، فيبدأ باستعبادك إن لم يقتلك وينتهك عرضك ويستولي على مالك.
فلا يقال سوريا منهكة ولا نريد الحرب، فهذا القول يغري العدو بأنك لن تتصدى له، بل يجب أن تظهر أنك قوي ومستعد للقتال والتضحية، فالناس يسيرون وراء قائدهم فإن قاتل قاتلوا، يقاتلون بعزيمته، ولو كانت إمكانياتهم المتواضعة كما قاتلوا سنوات طوال ضد النظام وإيران وحزبها وميليشاتها وروسيا، وصبروا ولم يستسلموا فجاءهم نصر الله من حيث لم يحتسبوا.
وهكذا يجب أن تعلن الحرب على كيان يهود اليوم قبل الغد مهما كانت إمكانياتك ولو استمرت الحرب 14 سنة ويزيد، فإن الله سيؤيدك بنصره وبملائكته وبالمؤمنين، فيأتوك من كل فج عميق، وخاصة عندما تعلنها خلافة إسلامية وأنه لا حدود مع البلاد الإسلامية، كلها بلد واحد، فتدعوهم ليضموا بلدانهم إلى دولة الخلافة. فلا تغمز بها من بعيد في خطبتك يا أحمد الشرع بمؤتمر الحوار المشؤوم فتقول بضرورة “عدم تحول سوريا إلى حقل تجارب لتحقيق أحلام سياسية غير مناسبة” وهذا كلام يردده المحبطون والمغرضون بأن الخلافة عبارة عن أحلام.
لقد صبرت غزة 15 شهرا وثبتت وهي محاصرة من كل جانب وليس لديها بعد استراتيجي. فسوريا مفتوحة على كل الاتجاهات ولديها بعد استراتيجي فيما يحيط بها من بلاد المسلمين الأبطال، خاصة أهل الأردن ومن ورائهم وأهل الأنبار وطرابلس الشام والأناضول.
ربما تقول إن يهود لديهم أسلحة فتاكة وخلفهم أمريكا فسوف يدمرون سوريا كما دمروا غزة، إذن تريد الخنوع والاستسلام وترجيح الحياة الذليلة والرفاهية المزيفة؟! وهل ثمن العزة والسؤدد رخيص؟! تراق دونها الدماء وتسترخص فيها المهج. وتريد بناء سوريا بعدما دمرها الأعداء أثناء الثورة، وهل ستبنيها وكيان يهود يهاجمك كل يوم؟! اهدم كيانه، فإنك ستبنيها على أسس متينة لا تنهار إلى يوم القيامة بإذن الله.
يقول البعض لا يوجد شرط الأمان لإعلان الخلافة! وكيف سيكون ذلك إذا لم تقاتل؟! فهل الأمان يأتي بمجرد وجود قوة عسكرية ضخمة؟! أم بخوض القتال بقدر ما تملك من إمكانيات حتى تُري العدو ما يرهبه بثباتك وعزيمتك وتصميمك وضرباتك وجها لوجه أو كما يقال من مسافة صفر، وهذه نقطة قوتك، وهي نقطة ضعف عدوك. وفي الوقت نفسه تبذل الجهد لأن تملك القوة العسكرية التي ترهب العدو، وسوف تتعزز عزيمة الناس على البناء وتطوير السلاح وتأمينه من كل مكان وهم يخضون الحرب! فأجواء الحرب هي التي تشحذ الهمم وتشد من عزيمة الناس على كل ذلك بجانب إيمانهم بأن الله ناصرهم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما أقام الدولة الإسلامية خاض القتال بأقل الإمكانيات فأوجد الأمان وحقق الانتصارات. وأبو بكر رضي الله عنه عندما تسلم الخلافة وقد إرتدت ثلاثة أرباع الجزيرة العربية أو منعوا الزكاة، فقاتلهم بما لديه من إمكانيات فحقق الانتصارات، وواصل قتاله للروم فأرسى دعائم الدولة حتى صارت أعظم دولة في العالم.
فعلى قادة سوريا إذا أرادوا العزة لأنفسهم ولأمتهم أن يعلنوا الجهاد ويخضوا القتال مع المغضوب عليهم مهما كانت إمكانياتهم ومهما تعرضوا إلى أذى وضرر، والله سيؤيدهم بنصره وبملائكته وبالمؤمنين وسيلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ويشتت شملهم. وعليهم أن يعلنوا البدء بتطبيق الإسلام ويدعوا المخلصين الواعين من أبناء الأمة ليساعدوهم، لا أن يسجنوهم، ولا أن يتجهوا إلى الخونة أولياء اليهود والنصارى كابن سلمان وعبد الله الثاني وأردوغان وغيرهم، ويتوسلوا لأمريكا ولأوروبا لتساعدهم وترفع عنهم العقوبات، وليتدبروا قوله تعالى“لَنۡ يَّضُرُّوۡكُمۡ اِلَّاۤ اَذًىؕ وَاِنۡ يُّقَاتِلُوۡكُمۡ يُوَلُّوۡكُمُ الۡاَدۡبَارَ ثُمَّ لَا يُنۡصَرُوۡنَ”.
28\2\2025أسعدمنصور
Comments are closed.